بسم الله الرحمن الرحيم
(وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ)
إنْ طوفان الأقصى ليس معركة عابرة بل هو نداء أمة هزّ سبات التاريخ، بعد أن استنهض الرجال من بين الرصاص والتكبير، ليكتبوا بصمود شعب غزة وجهاد مقاومتها: أن الكرامة لا تُستجدى بل تُنتزع انتزاعاً.
لقد أثبت الشعب الفلسطيني ومقاومته الأبية أنه لا مستحيل في مواجهة المستكبرين واسترداد الحقوق بالمقاومة والصمود، فبعد أن استنفدوا الأعداء كل أساليبهم الإجرامية؛ بقي الشعب في أرضه، والمقاومة بالميدان، والسلاح باليد، فبرهن للعالم أنه مهما طال الصراع، فإن محور الخير سينتصر، وسيأتي اليوم الذي تُحرّر فيه فلسطين من النهر إلى البحر.
إن عجز الجيش الصهيوني عن تحرير الأسرى أو إيقاف عمليات المقاومة أو كسر صمود شعبها حدا بهم إلى وقف الحرب في هذه الأيام، لا عن رحمة أو رغبة في سلام، بل عن يأس وإخفاق يتدثران خلف ضباب الكبرياء الزائفة.
وهذا ما يدعوهم إلى إعادة حساباتهم الخبيثة، لعلهم يجدون في المكر ما عجزوا عنه في الميدان، ومن هنا، كان لزاماً على محور الخير أن يظل متيقظاً، لأن الأعداء إنْ عجزوا عن نيل مآربهم في ساحة، نقلوا المعركة إلى أخرى، ليستروا خيبتهم بالتضليل والخبث السياسي، (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).