الشهيد القائد عقيل المطيري .. نجم ساطع في سماء المقاومة الاسلامية كتائب حزب الله

الشهيد القائد عقيل خلف المطيري أحد شجعان المقاومة الاسلامية كتائب حزب الله, هو واحد من الابطال الذين أبوا إلا الالتحاق بالملكوت الاعلى حاملين معهم وسام الشهادة والإباء,
شهد لشجاعته الجميع لأنها فاقت العقول, اذ استشهد وهو يصول على عصابات الاجرام, ذائداً عن المقدسات في سوريا, علا ولم يسقط, وهو يتلقى بصدره العاري الرصاص برغم نفاد
ذخيرته ليتوجه إلى الأعداء كالهزبر الغاضب مسجلاً نفسه مع الصادقين والطاهرين.
ولأجل تسليط الضوء عن شجاعته وأخلاقه ونبذة عن حياته تستعرض «المراقب العراقي» اجزاء من حياة الشهيد القائد المطيري, لمعرفة تفاصيلها بما يرويه بعض المقربين منه «رحمه
الله» عن حياته العامرة بالجهاد والتضحية.
حب أهل البيت «عليهم السلام» وإحياء مجالسهم
كان لابد لمثل هذه القامة السامية والجوهرة الناصعة أن يكون قدوة لأقرانه بما امتلكه من شجاعة منقطعة النظير وحب لأهل بيت النبوة «عليهم السلام» مما جعله يقف وجها
لوجه أمام النظام البعثي المقبور مصراً على نشر تعاليم أهل البيت «عليهم السلام» وإقامة مجالسهم وإحياء شعائرهم مهما بلغ ثمن ذلك… هذا ما تحدث به أحد اصدقاء الشهيد
السيد «أبو زهراء».
اذ تجرأ الحزب البعثي الصدامي على اعتقال العلماء والخطباء والشباب المؤمن وقام بتعذيبهم وإعدامهم كل ذلك من أجل القضاء على الروح الثورية عند الشباب المؤمنة المتحمسة
للدين فقد كان شهيدنا القائد البطل عقيل المطيري «ابو مسلم» ممن يقيمون الشعائر الحسينية في البيوت برغم المخاطر بما يمليه الواجب الشرعي والوجداني عليه اتجاه إمامه
الحسين (ع) ولا يقصر في هذا البرنامج الاسبوعي الذي تعده مؤسسة تربوية وثقافية واجتماعية, وكان يحث على استمرارية هذه المجالس حتى يلتمسون البركات الدنيوية والأخروية.
صولات وجولات قام بها هذا الشهيد الزكي امتد اثرها قبل سقوط الصنم الصدامي جعلت منه محط انظار السلطة الدموية والمخابرات الشيطانية التي سارعت لاعتقاله وعلى الرغم
من هذا الاعتقال إلا ان رفاق دربه الجهادي لم تهتز لهم اية شعرة فهم يعرفون ان هذا الوجه البشوش والإنسان الظريف ليث من الصخر أمام تعذيب مخابرات البعث.
علامته الفارقة
عُرف بالمرح، وخفة الظل، وكان لطيفا محبوبا عند إخوته، يجمع بين الشخصية المدنية والعسكرية، كما عُرف بالصبر والتحمل وسعة الصدر، وبحبه للمجاهدين، فكان السن الضاحك
والوجه البشوش كانت العلامة الفارقة التي تميز الشهيد السعيد عن اقرانه فمهما اشتدت المواقف وتواترت المصاعب والمشاكل في عمله الجهادي ضد الظلام لم ترافقه البسمة والطرفة
مهدئاً بذلك من روع اصدقائه ليكون القطب الذي يمتص التوتر والخوف والمثل الاعلى لهؤلاء المجاهدين، هذا ما قاله لنا احد اصدقاء الشهيد ورفاقه في ميدان الجهاد.
قدوته ومثله الأعلى أمير المؤمنين علي (ع)
لا ينال الشهادة إلا ذو حظ عظيم ومقام مشرف عند رب العالمين وما ذكر لا ينال ايضا إلا بالأعمال الصالحة والنية السليمة… وهذا الشهيد اضاف الى عمله الجهادي ما يرفعه
ويخلده في عليين من مساعدة للأيتام والمساكين متأسيا بقدوته علي بن ابي طالب «عليه السلام» الذي جمع ما بين السيف والرغيف في محطات جهاده الخالدة.
كان الشهيد رضوان الله تعالى عليه زاهداً في حياته فلم يطمح ابو مسلم المطيري الى اي غرض دنيوي يتقاضاه مقابل عمله الجهادي بل على العكس تماما كان يؤثر على نفسه وعلى
عياله في الكثير من المرات من أجل اكمال عمله الجهادي في أتم وجه ناصع البياض كما هو قلبه.
المنبع الطاهر الذي ترعرع على نهجه هذا الشهيد كان أحد اهم الاسباب التي جعلته يلتحق بركب المقاومة الاسلامية كتائب حزب الله بعد تاريخ مشرف من الجهاد ضد النظام البائد
ليقرر الجهاد ضد المحتل الامريكي وأذاقه الكثير من الويلات… هذا ما يذكره احد ابناء عمومة الشهيد مستذكراً تاريخه الجهادي.
التقيّد والانضباط في العمل
لقد أصبح متأسياً بخير خلق الله نبينا محمد صلوات ربي عليه في خلقه وحرصه وانضباطه مكنه من امتلاك قدرة عجيبة توفق بين القتال والحرب الضروس في الميادين وبين الواجبات
الاسرية والاجتماعية البعيدة عن رحى الحرب جاعلة منه ايقونة خاصة صعبة التقليد لما امتلكه من صفات خاصة قربته كثيرا من مصاف الصالحين.
طريق الشهادة
غريب هو مسير هذا الشهيد الطاهر، غريب لما امتلكه من الرفعة والسمو التي تذكّرنا بالقديسين والصالحين الذين تشرفوا بنيل الشهادة بدمائهم الزكية ليرحل عن هذا العالم الشهيد
القائد عقيل خلف المطيري في واجب الدفاع عن حرمات أهل بيت رسول الله السيدة زينب الكبرى «عليها السلام» ليكون بذلك علماً يرفع رؤوس قومه وعشيرته لما قام به من العمل
العظيم. إن ساعة الموت آتية لا ريب فيها، وكل إنسان معرّض لها مهما طال الزمن، فما أحسن الإنسان الذي يجري وراء الموت في رضا الله ذلك هو ديدن الشهيد السعيد عقيل خلف
المطيري. هذا الإنسان المجاهد الذي حمل دمه على كفه في سبيل اعلاء كلمة الله ودحر القوم الغابرين.

المصدر: المراقب العراقي