بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
والصلاةُ والسلامُ على محمدٍ وآلهِ الطاهرينَ، مصابيحِ الدجى وسفنِ النجاة، التي من تخلف عنها هلك وغوى, في السابعِ عشرَ من ربيعِ الأولِ، تتجددُ في الأمةِ نفحةُ النورِ بمولدِ الرسولِ الأعظمِ محمدٍ (صلى اللهُ عليهِ وآلهِ)، خاتمِ الأنبياءِ، الذي أرسلهُ اللهُ رحمةً للعالمينَ، فحررَ الإنسانَ من عبوديةِ الأصنامِ إلى عبوديةِ اللهِ الواحدِ القهارِ.
وفي ذاتِ اليومِ، وُلدَ حفيدُهُ الإمامُ جعفرٌ الصادقُ (عليهِ السلامُ)، حارسُ الرسالةِ، وباني صرحِ المذهبِ الحقِّ، ومجددُ علومِ الشريعةِ، الذي واجهَ محاولاتِ الانحرافِ والتحريفِ، وحفظَ للأمةِ أصالةَ الإسلامِ.
إنَّ استحضارَ هذه الذكرى ليسَ مجردَ طقسٍ عاطفيٍّ، بل هو عهدٌ متجددٌ بالالتزامِ بروحِ الرسالةِ، ومقاومةِ الظلمِ، ورفضِ الاستبدادِ، ونصرةِ المستضعفينَ، وصونِ هويةِ الأمةِ من مشاريعِ التبعيةِ والتفتيتِ.
وما يجري اليومَ في فلسطينَ وغزةَ شاهدٌ صارخٌ على حاجتِنا للعودةِ إلى مدرسةِ محمدٍ المصطفى وصادقِ آلِ محمدٍ، مدرسةِ الوحدةِ والكرامةِ والجهادِ.
ندعو الأمة إلى جعلِ هذه المناسبةِ منطلقًا لتعزيزِ الوعيِ، وتجديدِ الالتزامِ بخطِّ المقاومةِ، ورصِّ الصفوفِ في وجهِ كلِّ أشكالِ الطغيانِ.
فلنكن كما أرادَ اللهُ لنا: أمةً موحَّدةً، حيَّةً، نابضةً بالكرامةِ، تحملُ نورَ النبيِّ الأكرمِ وعلمَ الإمامِ الصادقِ، وتورثُهُ للأجيالِ القادمةِ.
مجلس التعبئة الثقافية
31 آب ٢٠٢٥ ميلادية